The Birdman..لما كل هذه الاوسكارات!؟



يحكى ان ملكا كان مولعا بالثياب، وكان يبدد اموال مملكته على شراء الملابس ، وكان مهووسا بالموضة لدرجة جعلت الخياطين هم اكثر من يرتادون بلاطه.

وصل الى المدينة محتال ماكر عرف بهوس الملك بالموضة ، فأطلق المحتال مساعديه ليسيروا في شوارع المدينة وهم يتحدثون عن سيدهم على انه أمهر خياط عرفته البشرية، وبدأت الاخبار تنتقل في المدينة حتى وصلت الى البلاط ، فطلب الملك على الفور احضار الخياط الجديد.

جاء الخياط الى القصر ، وأقنع الملك بأنه خياط العصر ، وأنه سيصمم للملك ثوبا تتحدث عنه البشرية لأجيال، وعندما ساله الملك عن ميزة هذا الثوب، أجاب الخياط بالقول أن هذا الثوب سحري ، ولا يراه سوى الأذكياء ،بالمقابل يجب على الملك ان يهب الخياط وزنه ذهبا عندما ينتهى من صناعة الثوب.

وافق الملك المهووس على الصفقة، وانتشر الخبر في المدينة بأن خياطا سيأخذ وزنه ذهبا، وسيخيط للملك ثوبا لا يراه سوى الأذكياء، وبدأ الخياط المزعوم بعمله، وكان يأتي كل يوم الى القصر ليأكل ويشرب بحجة أنه يقوم بالبروفات للثوب الجديد، فيأتي الخياط مدعيا انه يحمل الثوب، وكان الملك يقف عاريا امام المرآة فيما الخياط يطوّل ويقصّر -كذبا- .

كان الجميع يخشون ان يقولوا جهرا ان الملك لا يرتدي أي ثوب، لخوفهم -فعلا - من وجود ثوب لا يراه سوى الأذكياء، فيتعرضون للسخرية وينكشف غباءهم، فكانوا يسكتون.

انتهى الخياط من الثوب المزيف،وألبسه للملك في البروفة الاخيرة، وكان الكل يبدي اعجابه بالثوب خوفا من ان يقول الاخرين انه غبي، وحصل الخياط على الذهب وهرب من المدينة .

أراد الملك أن ترى الرعية ثوبه الجديد الذي لا يراه سوى الاذكياء ، وخرج الى السوق عاريا يتمشى بين الرعية،ولم يكن أحد من الرعية يتجرأ على ان يقول ان الملك عاري، خوفا من أن يعتبره الاخرين غبي، فكان الجميع يعبر عن اعجابه بالثوب، حتى مرّ الملك امام طفل انفجر بالضحك وصرخ قائلا:"الملك عاري.الملك لا يلبس الثياب" ، فاكتشف اهل المدينة ان الملك عاري فعلا، وانفجروا بالضحك.

فيلم الرجل الطائر The Birdman او بعنوانه الفرعي The Unexpected Virtue of Ignorance (الفضيلة الغير متوقعة للجهل) يدور حول حياة ممثل ،حقق شهرة في الافلام التجارية في الثمانينات ثم اختفى، ويحاول هذا الممثل ان يعود في الالفية بمسرحية تتحدى كل النقاد (انتهت قصة العمل!).

حصل الفيلم على تسع جوائز اوسكار،والحقيقة انني غير مقتنع بكم الجوائز التي نالها ،-برأيي - كان اداء البطل Michael Keaton فيه شيئ من التصنع،والقصة لا تحمل أي مغزي ملحمي يستحق كل هذه الجوائز، حتى الاخراج لم ألمس فيه ابداعا استثنائيا وان كان جيدا ،الوحيد الذي يستحق جائزة في الفيلم هو Edward Norton لادائه، ومع ذلك لم يحصل عليها!.لا انصح بمشاهدة الفيلم الا على سبيل الثقافة السنمائية.

بطبيعة الحال ، مع خالص الاحترام للجان الاوسكار والنقاد وجميع من عملوا بالفيلم وجميع من أعجبهم الفيلم ، لكنني لم أشعر بأن الفيلم قدم لي شيء على المستوى الشخصي أو أضاف لي مفهوما جديدا للحياة أو الناس.

اخشى ما أخشاه أن اكون مثل مستشاري الملك في القصة،لكن سأغامر وأفعل ما فعله الطفل.





from منتدى السعودية للسعوديين اولاً
سيو

0 التعليقات: